إضحكي للدنيا تضحك ليكي

السلام عليكم، أنا مش عارفة أقول إيه أصلا.. بس أنا عموماً مش سعيدة في حياتي.. عندي في البيت معاملتهم وحشة قوي، بابا استفزازي جداً لدرجة مش هتتخيلوها أساسا، وماما كده برضه، وساعات تبقى طيبة.. لكن كتير بتقول لي كلام يجرح ووحش قوي وخلتنى معنديش ثقة في نفسي وشكاكة جدا وبقيت حساسة زيادة عن اللزوم وبعيط بسهولة قوي ودايما بحس إن نفسي في حد يهتم بيا.

ارتبطت قبل كده بس كانوا بيسيبوني أساسا أو يطلعوا كدابين.. بقيت بحس إني نفسي أحب عشان أحس إن حد بيخاف عليا ومهتم بيا مش أكتر مع إن ربنا رزقني بصاحبة جميلة جدا ومهوّنة عليا كل حاجة وبحمد ربنا إنه رزقني بواحدة زيها طبعا. بس أنا أصلا تعبت من كل حاجة.. شكي زيادة قوي في كل حاجة ومترددة جدا، وبحس ساعات إني مجنونة.. عندي بابا مخلي حياتي جحيم بجد وماما بتضايقني كتير وبتجرحني قوي بس كويسة عنه. بس أنا مش بحبهم بمعنى مش بحبهم بتمنى اليوم اللي أبعد عنهم جدا، وعلى طول بحاول ما أقعدش معاهم في حتة، وبقيت باتخنق لما بشوفهم وكده.. مش عارفة.. أنا مش عارفة..

أنا مش بابعت عشان تقولوا لي حاجة؛ لأن رأيكم هتقولوا لي حاولي تقربي منهم وكلام زي كده وأنا مش هاقتنع بيه.. بس حبيت أحكي وأشوف رأيكم؛ لأني من جوايا بحس إني مش عارفة.. إحساس مش يتوصف بجد من أقل موقف بعيط وبفتكر كل حاجة وحشة حصلت لي وبعدين أعيط.. بقيت حساسة، واتخنقت من كل حاجة.. سوري طولت عليكم في كلامي بس حبيت أفضفض.. سلامe.

أن مواقع المسؤلية قد تدفع أحدنا أحيانا إلى فعل ما لم يكن في يوم من الأيام يتوقع أن يفعله. فمسؤلية التربية مسؤلية كبيرة وشاقة، وكل منا يحاول القيام بأعباء هذه المسؤلية والتعامل معها من وجهة نظره ووفق ما يراه مناسبا. ولكن مما لا شك فيه أن أي والدين مهما اختلف الأسلوب الذي يتبعانه فهدف الجميع واحد في النهاية ألا وهو أداء الأمانة المنوطة بهما على أكمل وجه.

لكن الطرق قد تختلف وتتنوع الأساليب فهناك من يرى أن الشدة والحزم هما السبيل الوحيد لحفظ الأمانة وقد يفرط قليلا أو كثيرا في إستخدامها ومنهم من يرى أن الحب والود هما السبيل الوحيد لحفظ هذه الأمانة.
صديقتي:
نحن لا نختار آباءنا ولكن ليس أمامنا إلا التعامل معهم بما أوصانا به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بأن نعاملهم في لين ورفق وأن نصاحبهم في الدنيا بالمعروف. فأمك وأبوك هما سبب وجودك في هذه الدنيا وإن كانت طريقة تعاملهما معك هي سبب الخلاف فهذا لا ينفي حبهما لك أكثر من أي إنسان آخر على وجه الأرض وإن حدث لك لا قدّر الله مكروهاً فسيتألمان قبلك.
ومن المؤكد أن هناك وخلال سنوات عمرك كثير من المواقف التي مرت بك وأكدت لك هذه المشاعر فحاولي أن تذكري لهما المواقف الطيبة حتى تستطعي نسيان بعض مواقفهما الجافة معك. فإذا كانت والدتك تسمعك بعض الكلمات الجارحة عند غضبها أو عند قيامك بما يثيرها فهذا الكلام يَخرج من شفتيها فقط بعيدا عن قلبها؛ لتحفزك على القيام بما تراه هى صحيحاً.
صديقتي:
ما رأيك أن تحاولي أنت البدء بالمعاملة الطيبة بأن تتجنبي ما يثيرها ضدك، وتقومي بعمل ما يجعلها ترضى عنك. وانظري ما سوف تفعله معك عندما تفعلين ما هو مطلوب منك في هدوء واغدقي عليها وعلى والدك من حبك وحسن معاملتك وحاولي أن تكوني ابنة مثالية لتكون هي أما مثالية.
ابذلي جهدك لتصلي إلى ما تريدين وحاولي أن تأخذي من الدنيا ما تريدين ولا تنتظري حتى يأتي إليك. حوّلي المواقف السلبية إلى دروس؛ لتعينك على السير للأمام لا إلى الوراء، وإذا ما غلبتك دموعك من ظلم وقع عليك فلتنهضي ولتلجئي إلى الله سبحانه وتعالى؛ ليرفع عنك الظلم، ولتحمديه على هذه الصديقة الجميلة التي وهبك إياها لتقف إلى جوارك عند الأزمات وتشد من أزرك وتساندك.